مقتطف من الرواية

مقتطف من الرواية

مقتطف من الرواية

أقبلت على الطبيعة البدوية الساحرة التي استقبلتها بشفق ندِي يتدَفق من أفواه السماوات ويسيل على أسراب الحمائم الراحلة، بينما صوت الطيور يعزِفُ ألحان الشروق على مسامع النباتات والأشجار. أحاط مشاعرها نوعٌ من السلام واحتوتْها عاطفةٌ أشعَرتْها بالإنتماء إلى ذلك المكان..ثم ارتفعت معنوياتُها كثيرا وسعدت بتجولها وحيدة دون حراسة وسط حقول أشرعت لها أبواب الحرية واستقبلتها بهواء منعش وعليل. كل شيء في الطبيعة كان سالبا للعقل، خصوصا وهي تخلع ثوبها الأخضر اليانع وتتزين بثوب مرقط بألوان الخريف الزاهية...ووسط الماء والخضرة وغياب الوجه الحسن، توغلت في حقول الدهشة الصفراء المترامية على ضفاف النهر وقطعت أشجار الدوم العالية المسترخية تحت سماء الفجر الضبابية، ثم تمادت في السير وراء قطعان الماشية ورُعاة الأغنام المتزينين بقبعات القش الصفراء، لكن يبدو أن المكافأة الكبرى التي صادفتها في ذلك الصباح، هي وجودُ كوخٍ خشبي صغير مَبنيٍّ بإحكام بين شجيرات الورد ذات الألوان الخافتة والرياحين الفواحة.

اشتري نسختك الآن

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Shopping Cart
Open chat - افتح
كيف ممكن اساعدك ؟
اهلا و سهلا
كيف ممكن اساعدك ؟